الحديث الخامس من الأربعين النووية هو حديث عظيم يُعتبر من أصول الدين، ويحذر من الابتداع في الدين ويبين حكمه. إليك شرحًا مفصلًا للحديث:
الحديث الخامس من الأربعين النووية هو حديث عظيم يُعتبر من أصول الدين، ويحذر من الابتداع في الدين ويبين حكمه. إليك شرحًا مفصلًا للحديث:
### نص الحديث
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
**"مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ"**
(رواه البخاري ومسلم).
وفي رواية أخرى لمسلم:
**"مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ"**.
---
### معنى الحديث
- **"مَنْ أَحْدَثَ"**: أي ابتدع في الدين شيئًا جديدًا لم يشرعه الله ولا رسوله.
- **"فِي أَمْرِنَا هَذَا"**: المقصود هو الدين والشريعة الإسلامية.
- **"مَا لَيْسَ مِنْهُ"**: ما لم يأتِ به الشرع من الكتاب أو السنة.
- **"فَهُوَ رَدٌّ"**: أي مردود على صاحبه، غير مقبول عند الله، حتى لو كان صادرًا عن إخلاص.
---
### شرح المفاهيم الرئيسية
1. **الابتداع في الدين**
- الابتداع هو إدخال ما ليس من الدين في العبادات أو المعاملات، كتغيير صفة الصلاة، أو إضافة أعمال لم ترد عن النبي ﷺ.
- هذا الحديث يُعدّ قاعدةً عظيمةً لحماية الدين من التحريف والزيادة، حيث يرد أي عمل لا دليل عليه من الشرع.
2. **الفرق بين البدعة والمعصية**
- **المعصية**: يعلم صاحبها أنه مخالف للشرع، وقد يتوب منها.
- **البدعة**: يعتقد المبتدع أنه على حق، مما يجعلها أخطر؛ لأنها تستمر وتُدافع عنها.
3. **أنواع البدع**
- **البدعة الأصلية**: ما لم يكن له أي أصل في الشرع، مثل الطواف حول القبور تعبدًا.
- **البدعة الإضافية**: الزيادة في العبادة المشروعة، مثل إضافة ركعة خامسة في الصلاة.
4. **الأصل في العبادات والمعاملات**
- **العبادات**: الأصل فيها التحريم إلا ما ورد به الشرع.
- **المعاملات**: الأصل فيها الإباحة إلا ما حرمه الشرع، كالربا والقمار.
---
### فوائد الحديث
1. **تحذير شديد من الابتداع**، لأن المبتدع يضل ويضل غيره.
2. **بيان أن الدين كامل**، فلا يحتاج إلى زيادة أو نقصان، كما قال تعالى: **{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}**[المائدة:3].
3. **تأكيد وجوب اتباع السنة** وترك ما خالفها، لأن كل بدعة ضلالة.
---
### أمثلة تطبيقية
- **مثال للبدعة المردودة**: الاحتفال بالمولد النبوي كعبادة، لأنه لم يفعله النبي ﷺ ولا الصحابة.
- **ما ليس ببدعة**: استخدام التكنولوجيا في الدعوة، لأنه من أمور الدنيا التي الأصل فيها الإباحة.
---
### الخلاصة
هذا الحديث يضع ضابطًا عظيمًا للمسلم في اتباع الشرع واجتناب الابتداع، ويؤكد أن قبول الأعمال مرتبط بالاستناد إلى الدليل الصحيح من الكتاب والسنة. فكل عمل لا دليل عليه فهو باطل، ولو حسَّنه الناس.
تعليقات
إرسال تعليق